اخر الاخبار
next prev

جريمة قتل الصحفي السعودي خاشقجي – محمد بن سلمان يقع بين أنياب ثعلب المخابرات التركية “هاكان فيدان “

من طرف جـــمال ــ ب ــ-- 26-أكتوبر-2018 236

رجل وصفه كل من عرفه بأنه خارق الذكاء وحازم دون هوادة ، حيث كان له الدور الأبرز في  إفشال الإنقلاب على الرئيس التّركي،  وقام بهدم منهجي لحكومة الظل الخفية الذي أسسها  “فتح الله كولن” المصنوع على عين الإمبريالية العالمية والتي استطاعت لسنوات التّغلغل بشكل مريع في كل مؤسسات الدولة التركية خاصة المخابرات والجيش  كما قام بتسيير الملف السوري بدهاء عجيب وتوازن إستخباراتي حاد حيث استطاع أن يدعم  درع الفراث ويمشط به كل الحدود التركية السورية ويبني علاقات وطيدة مع فصائل المعارضة السورية كجبهة متقدّمة في مواجهة إيران ويحافظ على إدلب من إبادة حتمية بطيران القوات الروسية وميلشيات إيران والنظام السوري  كمااستطاع أن يوقف هجمات البكيكي التي كانت تضرب  تركيا كل صباح ومساء فتدمي الجبهة والقدمين لقد أرعب هذاالرجل إسرائيل منذ البداية حيث احتجت بشدة عندما قلّده رجب الطيب  أردوغان مديرية المخابرات التركية وهاهو يقدّم ملف غاية في الحرفية والتعقيد لرئيسه المحنك سياسيا رجب طيب أردوغان بعد أن نصب كمين عالي الإتقان والحرفية ل “محمد بن سلمان ”  حيث أدار هذا الملف بحرفية عالية وبطريقة حقّ لها أن تدرس فى فن إدارة الأزمات، والإستراتيجيات الإستخبارتية  فالسعودية بقيادة ولي العهد ” محمد ابن سلمان” التى تناصب أردوغان العداء وشاركت مع الإمارات فى دفع مليارات الدولارات لتدبير محاولة إنقلاب فاشلة ثم ضخ عشرات المليارات لهز الاقتصاد والعملة التركية وقعت أخيرا فى براثن الثعلب وقد كانت تدبر عملية قتل خاشقجى على أرض تركيا لهز الأمن التركي وتشويه صورة الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان  عالميا  وضرب الثقة  لدى مؤيديه وناخبيه هاهي  تجثوا ذليلة راكعة فى انتظار صدور الحكم عليها كفأر وقع فى المصيدة ينتظر حتفه.
 من خلال تتبع للأحداث بدقة واستمرار يبدو أنّ ثعلب المخابرات التركية وضع السعودية تحت الرّقابة الصّارمة لعيونه الإستخبارتية الثاقبة كصقر جارح يترقب طريدته من علو شاهق ليجهز عليها في اللحظة المناسبة وذلك للعداء الشديد الذي أضهرته هذه الأخيرة اتجاه تركيا ومساعدتها لسيسي في الإنقلاب على الإخوان ورشوتها للّوبيات الضاغطة في الولايات المتحدة لكي تسكت عن الإنقلاب،والخطير إنضمامها لجبهة  خطيرة تناصب تركيا العداء وهي جبهة ـ “إسرائيل ،مصر،السعودية،الإمارات،البحرين” 
تحت حماية المضلّة الأمريكية ،لمواجهة الخطر الإخواني كما يزعمون، المدعوم من تركيا وقطر، حيث رصدت عيونه تتبع المخابرات السّعودية لصّحفي المرموق “جمال خاشقجي” والذي يعتقد عدد من المتتبعين أنه رجل إستخبارات سابق في المخابرات السّعودية حيث كان يمسك ملف المجاهدين الأفغان إبّان حرب أفغانستان  كما عمل كمستشار إعلامي لرئيس الإستخبارات السّعودية “تركي الفيصل” واتهمته الإستخبارات السّعودية بإنتمائه للإخوان وتعاونه مع تركيا ثمّ هرب فارّا بجلده إلى الولايات المتحدّة الأمريكية ليتخذهاكمنفى إختياري له ويعمل كصحفي محترف في صحيفة من أبرز الصحف العالمية ذات التأثير على السّياسات العالمية وهي “الواشنطن بوست”وذلك بعدما بدأ ولي العهد السعودي يدخل في مغامرات ساسية مجنونة وصار يبطش بخصومه ومعارضيه السياسين دون روية ودون حساب للعواقب.                   في مايبدو للمتتبع للقضية أن ثعلب المخابرات التركية كان يعلم عن طريق عيونه وأجهزة التجسس المبثوثة في كل مكان عن  تعقب السعودية للصّحفي  الشّهير “جمال خاشقجى” لإختطافه أو إغتياله فنصب كمين محكم للإستخبارات السعودية ثمّ تركه يذهب إلى “حتفه بضلفه” وذلك ليجعل من هذه الحادثة هدية السّماء التى وقعت فى جحر “الثعلب التركي الماكر”ليصنع منها ملحمة إستخبارتية سياسية وإعلامية يمسك بجل خيوطها شدت أنظار العالم كله كمسلسل بوليسى تلهث خلفه الأنفاس بتسريب بعض معلومات الجريمة بطريقة التنقيط وإطالة أمد التحقيقات والمناورات ولتعذيب الضحية نفسيا وللخروج بأكبر قدر من المكاسب السياسية والإقتصادية. وإلا كيف نفسّر كل هذه المتابعة الحثيثة لحيثيات القضية بالتفصيل والتصوير والأدلة، داخل مبنى لقنصلية سعودية يتمتع بكل الحصانة السياسية والتحصين الأمني والشّروع مباشرة في تنفيد مخطط واضح جدّا أنه مدروس بعناية مسبقا.
 وقد تمت إدارة الأزمة بحرفية هائلة حيث ألتزم اردوغان فى تصريحاته لغة القانون والهدوء ولم يخرج عنها وجعل الأزمة قانونية بحتة تخضع للتحقيق بعيدا عن أى مزايدة سياسية وأطلق العنان لثعلب المخابرات التركية “هاكان فيدان” الذي أمسك بخيوط اللعبة بمفرده وضلّ يلعب لعبة التسريبات والضغط على اللوبيات التي تضغط على ترامب بشدّة  رغم مناداة الأمريكان بالمشاركة فى التحقيقات والذين كانوا سيثيرون اللغط حول الجريمة لمحاولة إنقاذ رقبة بن سلمان بحسب رغبة ترامب الذى يريد حلب البقرة حتى آخرقطرة  فى ضرعها.
برغم العداء، السّعودى لأردوغان فإنه قبل التحدث إلى الملك سلمان وحادثه بود وقبل بمشاركة فريق سعودى فى التحقيقات بدهاء كي يأخذ منهم ما ينقصه من مراحل الأحجية  ويطلعهم أثناءها على التسجيلات التى بحوزته والتى تثبت الضلوع فى الجريمة مما يجعلهم يقدّمون أكبر قدر ممكن من التنازلات.                                                        
 وفي المشهد المقابل بدا ترامب في بداية الأزمة مضطّربا مشدوها ثم قرر أن يجد وسيلة لإنقاذ البقرة الحلوب فبدأ يدلى بتصريحات تبعد الجريمة عن بن سلمان وتلصقها بجهات مجهولة وهو ما قابله ثعلب المخابرات بمزيد من التسريبات والتى كانت ترسل إلى القنوات الأمريكية مثل CNNوكذلك إلى كبرى الصحف الأمريكية مثل النيويورك تايمز والواشنطن بوست وأيضا إلى دور الصحف الكبرى المؤثرة فى العالم وأشعل بها الثعلب الرأى العام العالمى مع إمساكه بجل خيوط الأحجية إلا المشهد الختامي منها ـ الجثة ـ والذي يريد أن يماطل حتى يمسك بتلابيبه وهنا يكون قد أمسك بالدّب الداشر من رقبته ولا فكاك له إلا بثمن باهض جدّا.                                                                  
 وحينما سافر وزير الخارجية الأمريكى بومبيو إلى السعودية لإيجاد تسوية وغادرها بعدها إلى تركيا وقبل وصوله إلى مطار أنقرة لفرض مساومة تم معاجلته بتسريب هو الأخطر بذكر تقطيع خاشقجى بمنشار من جانب الطبيب الشرعى على صوت الموسيقى ليثير الرأى العام الأمريكى والعالمى ويضع ترامب فى موقف حرج خاصة وأن إنتخابات التجديد الكلى لمجلس النواب الأمريكى والثلثى لمجلس الشيوخ تحل بعد اسبوعين وهو السبب فى إطالة اردوغان أمد التحقيقات للضغط على ترامب وقد اطلع اردوغان بومبيو على تسجيل الجريمة والذى نقله بدوره إلى ترامب.
 وفى خضم الأزمة استغل الثعلب الموقف وعرض على القيادة السياسية إطلاق سراح “القس برانسون” والذي أطبق عليه وهو يتجسس لصالح الولايات المتحدّة الأمريكية والذى كان يحتجزه كورقة سياسية للعب بها مقابل الإفراج عن مدير بنك تركى محتجز لدى أمريكا وكذلك إنهاء، العقوبات التجارية التى فرضتها أمريكا من عدة أشهر،ومسايرته في إطباق الخناق على السّعودية ، وقد كان له ما أراد لعلمه بحاجة أمريكا إلى تركيا فى الملف السورى والذى طردت منه روسيا أمريكا وأصبحت اللاعب الأساسى فيه بجانب إيران وتركيا.
وقد نجح أردوغان في ضرب إسفينا بين ترامب وأعضاء حزبه وبين حزبه وخصمه الحزب الديمقراطي لإضعاف موقف ترامب مادفع بعدد من أعضاء الكونجرس للتقدم بطلب للتحقيق فى الجريمة وفرض عقوبات على السعودية بوقف بيع السلاح لها.
في المقابل أوعزت السعودية بإرسال الرئيس المصرى إلى روسيا كى يطالب بوتين بالضغط على أردوغان لإنهاء الموضوع وديا أو بعقد صفقة ولم يستجب بوتين للطلب الأمريكى بل وصرح بأن أمريكا تتحمل جزء من المسؤولية.
 ذلك الموقف الحرج الذى وضع فيه أردوغان ترامب بدهاء ومكر أرغم الأخير على أن يغير موقفه المتخاذل أمام الجريمة 180 درجة حرصا على عدم خسارته مقاعد مجلسى النواب والشيوخ وهو ما بدا فى تصريح ترامب الأخير المتشدد حيال السعودية من أنها ستواجه بعقوبات بالغة.
كذلك استغل أردوغان الأزمة وارتباك ترامب وأثار موضوع منبج فى الملف السورى وهدد بعدم التعاون مع الأمريكان حال تباطئهم.
 ومن هنا نخلص من خلال رسائل أردوغان المشفّرة والتي جاءت من خلال أسئلة ملغمة في خطابه الذي وعد أن يكشف فيه كل التّفاصيل والأدلة التي بحوزته، ليتراجع بعدذلك  بوصول رئيسة الإستخبارات الأمريكية إلى تركيا والتي ناقشت القضية مع ثعلب المخابرات التركية ليتوصلا إلى مخطط فيما يبدو يتمكن من حلب البقرة إلى آخر قطرة ثمّ قطف رأس ولي العهد محمد بن سلمان حيث جاء خطابه على شكل أسئلة ملغمة كما يلي      
– لماذا تجمع فريق القتل المكون من 15 شخصا في مدينة إسطنبول يوم ارتكاب الجريمة؟          
– لماذا أتوا إلى هناك وبناء على تلقي تعليمات ممن؟                                  
– لماذا فتحوا مبنى القنصلية للتحقيق والبحث والدراسة ليس بعد الحادث مباشرة وإنما بعد أيام عديدة؟
– لماذا الإدلاء بتصريحات متناقضة حول القتل؟                                                                     – لماذا لم يتم الكشف عن جثة الشخص المقتول حتى اليوم؟                                                     – هناك ادعاء بأنه قد تم تسليم الجثة إلى متعاون محلي، من هذا المتعاون المحلي؟                   ومن هنا يبدو أنّ الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان ساق إليه ثعلب المخابرات التركية “هاكان فيدان” قضية على طبق من ذهب حيث تمّ استغلالها لتنفيذ مخطط مدروس له سيناريوهات عديدة لتحقيق أهداف محدّدة أعتقد أنّها لا تخرج عن مايلي  :
يريد تغيير ولي العهد ” الدب الداشر محمد بن سلمان”بشخصية أكثر تعقّلا وخدمة لقضايا   المسلمين.                                                                               
يريد التقارب مع المملكة العربية السّعودية بولي عهد جديد.                                                              يريد تفكيك الحلف السّعودى،الإماراتي، المصري، الإسرائيلي،  وإجبار ترامب على فرض عقوبات على السّعودية.                                                                 
يريد ضرب إسفينا فى العلاقات بين المملكة والولايات المتحدّة ويبيّن لسّعوديين أن المتغطى بالأمريكان عريان.                                                                    
هذا مافهمته الكويت خوفا من حماقات محمد بن سلمان وتقلب أحوال السياسة فسارعت بعقد معاهدة واتفاقية دفاع مشترك مع تركيا إقتداء بقطر وهو احد أكبر مكاسب اردوغان من الأزمة إذ مكنته من وضع قدم تركيا فى الخليج وصنع لها تحالفا مع قطر والك          
يريد إستعمال السّعودية في الضغط على السيسي بتوقيف “الرز الوفير ” وإرغامه على إخراج قيادات الإخوان من السجون المصرية.
قد يحقّق أردوغان نسبة عالية من هذه الأهداف وليس كلّها لكن المأكد لقد أدار الثعلب التركي الأزمة بحرفية عالية  وباسلوب التنقيط والتسوية على نار هادئة  ليخرج منها بمكاسب باهرة وردع لخصومه المتربصّين به .
0 Shares

مقالات ذات صلة

التعليقات

اترك تعليقـا